حكاية كل عام..
قبل امتحانات الثانوية يخرج وزير التربية والتعليم وكبار المسئولين بوزارته بتصريحات 'وردية' حول الاسئلة التي ستأتي في مستوي الطالب العادي.. وتبدأ الامتحانات ويفاجأ الجميع بصراخ الطلاب واولياءامورهم من صعوبة الامتحانات، وتمتلئ لجان الامتحانات بحالات الاغماء المتكررة بين الطالبات والمشادات العنيفة بين الطلاب والمراقبين.. وهنا يسعي المسئولون لتهدئة الرأي العام بلعبة 'العينات العشوائية' ويؤكدون من خلالها ارتفاع نسبة النجاح وحصول عدد كبير من الطلاب علي الدرجات النهائية!!
من المسئول عن هذه الحكاية المتكررة سنويا؟.. هل هم كبار المسئولين الذين يريدون جعل الحياة 'وردية' حتي لو بالخداع؟.. ام هم واضعو الاسئلة الذين يحرجون المسئولين؟.. ام ان الطلاب يريدون كل شيء سهلا والا اشتكوا وملأوا الدنيا صراخا؟!! يقول د. عبدالغني عبود استاذ التربية المقارنة: إن نظام الامتحانات في اي بلد ليس امرا معلقا في الهواء، وانما هو مرآة عاكسة وصادقة لنظام التعليم ذاته، والذي لا تتبدي عيوبه الا وقت الامتحان، وخاصة امتحان الثانوية العامة بوصفها مرحلة فاصلة في حياة كل متعلم.. ولذلك فنظام امتحان الثانوية العامة سيئ لان نظام التعليم نفسه اسوأ، فنحن نعلم اولادنا كما كان اجدادنا يعلمون اولادهم بطريقة الكلام وقياس الحفظ والاستظهار وليس بالطريق المتحرك الذي يفرض ان يتعلمه المتعلم، فيعرف كيف ينتقي المعلومة بنفسه وكيف يشارك في المنهج والمقررات بنفسه.. وهذا المتعلم هو 'الزبون' الاساسي لوزارة التربية والتعليم فاذا ما اهملته إلي هذا الحد فان ذلك كله لابد ان يظهر وقت الامتحان.